منصة المعرفة للصحة الإنجابية للشباب

title her

×
text her...

فترة النفاس

 

تعتبر فترة النفاس هي الفترة التي تلي عملية الولادة، وهي تبدأ بانتهاء ثالث مرحلة من مراحل الولادة وهي إخراج المشيمة. تكون فترة النفاس من 6 إلى 8 أسابيع بعد الولادة تعود بها الأعضاء في الجسم إلى حالتها السابقة قبل الحمل.

الزيارة الاولى بعد الولادة للام والطفل مهمة جدا وذلك من أجل التشخيص المبكر لحالات المراض للام والطفل إن وجدت، التثقيف الصحي بمواضيع هامه مثل التغذية، النظافة، تنظيم الأسرة، الرضاعة الطبيعية، أمور متعلقة بالمولود، التحدث عن علامات الخطورة إن وجدت.

أولا: التغيرات الفسيولوجية في فترة ما بعد الولادة

تحدث خلال فترة النفاس الكثير من التغيرات التي تصيب المرأة ومنها التغيرات الهرمونية والتغيرات النفسية، ومن خلال هذا العرض سيتم ذكر التغيرات الهرمونية والتي تتضمن هبوط شديد في هرمونات الحمل التي تكون موجودة بوفرة في الدورة الدموية لدى الأم خلال الساعات الأولى من ولادتها وهما هرموني البروجسترون والأستروجين.

ثـانيا: التغيـرات الموضعيـة

الرحمينكمش الرحم بعد انتهاء وظيفته في فترة قصيرة تبلغ الستة أسابيع. وتدعى عملية انكماش الرحم على نفسه هذه ونقصان حجمه ووزنه حوالي عشرين مرة (انطمار الرحم).

آلام بعد الولادةآلام أسفل البطن تحدث بعد الولادة نتيجة انقباضات الرحم لمنع النزيف وحتى يرجع الرحم الى حجمه الطبيعي وتزداد هذه الآلام عند إرضاع المولود من الثدي نتيجة إفراز هرمون الأوكسيتوسين وتعالج هذه الآلام بالمسكنات التي توصف من قبل الطبيب.

سائل النفاسيتكون سائل النفاس في أول 24 ساعة بعد الولادة ، وتتراوح المدة التي يستمر فيها نزوله من أسبوعين وحتى أربع أسابيع, و يتميز سائل النفاس برائحة خاصة من دم سائل أحمر اللون ويعرف حينئذ (بسائل النفاس الأحمر) وبعد ذلك تقل فيه كمية الدم وتكثر كمية المصل والمخاط ويميل لونه إلى الاصفرار ويعرف حينئذ (بسائل النفاس المصلي) ويمتد حتى نهاية الأسبوع الأول، وبعد ذلك تتناقص كمية سائل النفاس وبعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع يتحول إلى اللون الأبيض.

ومن الملاحظ أن استمرار سائل النفاس الأحمر وزيادة كميته ووجود كتل دموية او رائحة كريهة قد يدل على اختزان بعض من أجزاء المشيمة او التهابات النفاس أو وجود عدوى جرثومية بحاجة الى استشارة طبية وعلاج.

المهبليعود المهبل بشكل خاص إلى وضعه السابق والتحام الجروح في خلال 10 أيام إلا إذا حدث أي نوع من العدوى.

حركات الأمعاء والبول: بعد الولادة، يمكن أن تلاحظ المرأة بعد الولادة أن كمية البول قد تزايدت بكثرة ويعتبر هذا امر طبيعي ليتمكن الجسم من التخلص من الفائض من السوائل التي كانت ضرورية اثناء الحمل.

الثديانأما الثديان فإنهما يفرزان الحليب بعد ثلاثة أيام من الولادة، أما قبل ذلك فيفرز الثدي حليب اللبأ الغني بالعناصر الغذائية والاجسام المضادة اللازمة للمولود الحديث على الرغم من صغر مقدار هذه الكمية. قد تشعر الأم بآلام في الثديين في اليوم الذي يبدأ فيه إدرار الحليب خصوصًا عند الأم التي تقوم بالإرضاع لأول مرة.

ولا بد من التذكير بأهمية البدء بالرضاعة بعد الولادة مباشرة اذ أن حليب الأم هو أفضل غذاء طبيعي ومن ناحية أخرى فإن الرضاعة الطبيعية تعجل في رجوع الرحم وباقي أعضاء الأم التناسلية إلى طبيعتها الأولى.

 الطمثتختلف عودة بداية فترة الطمث من جديد من امرأة لأخرى. وتتراوح بين عدة أسابيع إلى سنة حتى تبدأ إذا كانت الام تقوم بإرضاع طفلها. فمن غير الضروري الافتراض انها حامل مرة أخرى، ولكن عليها التأكد من ذلك.

ثالثا: التغيرات النفسية التي تصيب الأم في فترة النفاس
بعض الأمهات الجدد قد يعانين من الشعور بالضغوط النفسية او القلق بعد الولادة، وهذا يتعلق بالتغيرات المفاجئة في حياتهن من الضروري أن تحاور المرأة زوجها وان تشاركه تلك المشاعر حيث أنه ربما لديه نفس المشاعر أيضا، فوجود الطفل لا يعني فقط المسؤوليات ولكنه يعني كذلك الكثير من السعادة في الحياة.

 
تعتبر الولادة في حد ذاتها كمية من الألم تحتمله الأم لعلمها بما يتبعه من فرحه تملأ بيتها وحياتها عامة، فالولادة تحتوي على مشاعر متضاربة جدا عند الأمهات وبرغم ما تحمله من سعادة إلا أنها قد تؤثر على الأم نفسيا. هناك بعض النساء اللواتي يحدث لديهن موجة حزن، والمعروفة باسم حزن ما بعد الولادة (ويعانين من البكاء (دون سبب واضح)، الحزن، التعب والام في جميع انحاء الجسم).

وذلك لعدة أسباب

·        التغيرات الهرمونية السريعة التي تصيب الأم بعد الولادة.

·        اختلاط المشاعر عند الأم مشاعر الفرحة والخوف والألم في وقت واحد.

·        دخول الأم في مرحلة جديدة تكون متخوفة في مواجهتها.

·        خوف الأم من أي مسؤولية سوف تقع عليها من كونها أم جديدة ليس عندها أي خبرة بما سيكون وما ستواجهه.

·        الشعور بالألم أثناء الولادة مما يترك آثارا سلبية تحملها الأم بداخلها.

·        التضارب الأسري الذي يحدث بعد وجود مولود جديد وذلك لاختلاط مشاعر الأمومة عند المرأة ومشاعر الأبوة عند الرجل.

تزول هذه الاعراض في غضون 48 ساعة الى 7 أيام، هذه المشاعر عادة تتحسن ولا تحتاج المرأة المصابة بهذه الحالة عادة إلا إلى بعض الدعم النفسي والمساعدة في أعباء المنزل ورعاية الوليد الجديد.


 
تحتاج الام في هذه المرحلة الى الاجراءات التالية

·        هذه الحالة تحتاج إلى استعداد نفسي لمواجهتها والتغلب عليها فمعرفة المرأة النفساء بإمكان حدوثها يجعلها أكثر استعدادا لمواجهتها وتخطيها.

·        الاطمئنان التام حيث ان هذه الاعراض غالبا ما تنتهي خلال عدة ايام بعد الولادة.

·         طلب الدعم الأسري من الزوج والأقارب.

·        طلب النصيحة من الطبيب المختص فربما تحتاج المرأة النفساء إلى بعض المهدئات في حالة الإجهاد النفسي.


جزء من هؤلاء النساء تتطور هذه الحالة إلى اكتئاب مرضيّ. وتبدأ ظهور الأعراض بين الأسبوع الثاني والثامن عقب الولادة. في هذه الحالة تحتاج الام إلى استشارة ضرورية للطبيب لتلقّي العلاج اللازم الي يساعد على الاسراع في الشفاء
أذا لم تتلق الام العلاج المناسب تصبح عرضة لتطور الحالة إلى الاكتئاب المصحوب بأعراض ذهانيه.