تعتبر التغيرات الانفعالية من الأمور الطبيعية التي ترافق مرحلة البلوغ عند اليافعين بسبب التغيرات الهرمونية؛ لذا قد يصبحون مزاجيين، ويبدون انتماء لأصدقائهم أكثر من العائلة، فيظهرون عاطفة أقل تجاه الوالدين وأكثر تجاه أقرانهم وما يعتقدونه بشأنهم؛ لذا يهتمون بمظهرهم وملابسهم ويميلون لقضاء معظم الوقت بغرفهم، كما يتميزون بالحساسية الانفعالية وردود الفعل السريعة.

التغير في المزاج أمر طبيعي، إذ عادةً ما ترتبط الحالة المزاجية المتأثرة بطريقة تفكير اليافعين حول المواقف التي يمرون بها، وقد تبدو ردود أفعالهم تجاه تلك الأحداث متطرفة، لكن هذا لا يشير بالضرورة إلى وجود مشكلة أساسية.

تعود تقلبات المزاج إلى مجموعة من العوامل، مثل التغيرات الهرمونية بالإضافة إلى طريقة تفسير المواقف التي يتعرض لها، كل هذا يمكن أن يجتمع لجعل مشاعر اليافع/ة تبدو متقلبة أو غير متوقعة. 

الحساسية الانفعالية من أهم خصائص هذه المرحلة وقد تظهر على شكل نوبات من الحزن أو الغضب أو غيرهما من المشاعر غير المريحة وقد تكون غير مناسبة للموقف الحالي، تختلف بالشدة والحدة ارتفاعا أو انخفاضا.

من الممكن أن تكون الحساسية الانفعالية أمرًا مربكًا، خاصة إذا كانت غير واضحة الدوافع لكن عندما تدرك هذه الحساسية يمكن تسخيرها لإفادة الذات والآخرين وإدارة ردود الفعل بشكل أفضل. 

الحزن شعور طبيعي يختبره جميع الأفراد وينتج من فقدان شخص أو شيء مهم، وتختلف أسباب هذا الشعور باختلاف الأفراد وثقافاتهم ومع أنه شعور غير مريح إلا أنه مؤشر لحاجة الفرد للمساعدة.

وتختلف أسباب وجود نوبات من الحزن عند اليافع/ة فإما أن تكون بسبب الحساسية الانفعالية، أو تفسيرات غير ناضجة للمواقف والأحداث التي يختبرها والناتجة عن طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها. 

القلق من المشاعر غير المريحة، ولكنها تخدم هدف لأنها مرتبطة بالإنجاز فقليل من القلق مفيد، ولكنه إذا ازداد يصبح معيقا للأداء، ويرتبط القلق بالشعور بالعجز من مواجهة التحديات في الحياة اليومية.

ينتج عن القلق أعراض جسدية مثل تسارع نبضات القلب، والشعور بالاختناق، والآم بالمعدة، والصداع، والتعرق، ومن المتوقع أن يمر اليافع/اليافعة بهذه المشاعر نتيجة لمجموعة من الصراعات النفسية والاجتماعية والفكرية التي تفرضها عليه/ها هذه المرحلة.

تقنية التنفس العميق من أفضل التقنيات لحل الكثير من المشاكل النفسية والجسدية؛ بسبب قدرتها على إعطاء الفرد الشعور بالراحة والاسترخاء، وغالبا ما ينصح بها الأخصائيون النفسيون، ويمكن تعلمها وممارستها بسهولة وبكل مكان تقريبا.

إن قدرًا من الشعور بالوحدة عند اليافعين أمر طبيعي، ويرتبط بنزوع اليافع إلى الخمول وهو أحد خصائص هذه المرحلة.

قد يعزى شعور اليافع/ة بالوحدة إلى أنه غير مفهوم ولا يستطيع أن يكون جزءا من عالم الكبار، كما أن لجوء الكبار إلى النقد وإعطاء التعليمات بشكل مكثف يزيد من حساسيته وعجزه عن التعبير بشكل مناسب؛ بسبب افتقاره للمهارات الحياتية المناسبة، كما أن سعي اليافع/ة نحو الاستقلالية كطريق لتشكيل الهوية من شأنه أن يخلق مشاعر الوحدة. 

المرحلة النمائية الحساسة التي يمر بها اليافع/ة والتي تحدث فيها تغيرات جسمية تؤثر على صورة الجسد لديه، خاصة إذا ما رافقتها بعض التعليقات من الوالدين أو المحيط، والمعروف أن اليافعين في هذه المرحلة يخجلون من التغيرات الجسمية لديهم، وقد يكون هذا الخجل معمما أي داخل وخارج الأسرة، أو يكون مرتبطا بمواقف معينة كالمواقف الاجتماعية مثلا.

على الرغم من أن التقلبات المزاجية والحساسية الانفعالية من أبرز سمات هذه المرحلة، إلا أن على الوالدين مراقبة هذه التغيرات.

فإذا استمر الحزن، أو الانفعال، أو الغضب، أو غير ذلك من المشاعر السلبية لأكثر من أسبوعين، فقد يكون ذلك مدعاة للقلق.

إذا كان اليافع يبكي كثيرًا بدون سبب واضح، أو إذا عبر عن مشاعر اليأس أو انعدام القيمة، أو إذا شعر بالذنب الشديد أو ركز على ما يعتبره إخفاقات سابقة، فهذه كلها أعراض محتملة للاكتئاب، والتي تظهر من خلال صعوبة القيام بالروتين اليومي المعتاد، كالاستيقاظ في الوقت المحدد أو الذهاب إلى المدرسة أو إنهاء واجباته المدرسية، وتغيرات النوم والشهية، ونقص الطاقة، ومشاكل التركيز أو اتخاذ القرارات، وإهمال المظهر.

إذا زادت اعراض الحزن او الانفعال او الغضب لأكثر من أسبوعين وكانت معطلة لليافع للقيام بمهامه المعتادة فهذا مؤشر على الاكتئاب ويجب مراجعة الإخصائي أو الطبيب النفسي، ويمكن الاستعانة بالمرشد النفسي في المدرسة. 

التفكير في المستقبل دليل نضج، ومن الطبيعي أن تترافق مشاعر القلق مع هذا التفكير، وتزداد شده القلق كلما كان هناك إخفاقات ونكسات في الماضي.

في المراحل المبكرة من حياة اليافع، المستقبل لا يعني الكثير بالنسبة له أما في المراحل اللاحقة فإنه يشعر بأن هناك الكثير من التحديات والمسؤوليات التي ستواجهه قريبا، فيظهر القلق من المستقبل لأنه يشعر بأنه لن يستطيع أن يلتزم بهذه المسؤوليات. 

يحتاج اليافع من ثمان إلى عشر ساعات من النوم يوميا، ومن المهم أن يضبط ساعته البيولوجية من خلال النوم والاستيقاظ في نفس الوقت.

هناك العديد من العوامل التي تؤثر على النوم الجيد كالقلق، والخوف، وعدم الانجاز، إضافة إلى عدم إتباع عادات النوم الصحي قد يلجا بعض اليافعين/اليافعات لتناول عقاقير مهدئة لتساعدهم على النوم مما يزيد من المشكلة لاعتمادهم عليها مستقبلا.